العربية والموسيقى وجلسات «المقيل...حلم الغربيين والديبلوماسيين في اليمن
علي سالم
أضحى اليمن وجهة كثير من الغربيين الذين يقصدونه للسياحة أو درس اللغة العربية اوتعلم الموسيقى اليمنية اوالبحث الانثربولوجي أوتحقيق شرائط وريبورتاجات تلفزيونية.
وبعد حوادث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، بدأ الالتفات الغربي الى اليمن يتزايد، خصوصاً من الراغبين في درس اللغة العربية، في حين تسعى الكثير من الهيئات الديبلوماسية الغربية العاملة في البلاد الى الاعتماد الكلي على طواقمها في ما يتعلق بالتعاملات التي تتطلب استعمال العربية بدلاً من الاعتماد على مترجمين محليين.
وعلمت «الحياة» أن السفارة الأميركية في صنعاء شرعت منذ أكثر من سنتين بتعميم درس العربية على موظفيها. وعينت لهذه المهمة اثنين من الموظفين اليمنيين يتولون، الى جانب تعليم العربية، تعريف طاقم السفارة باللهجات المحلية والعادات اليمنية، وعادة ما يستضاف متخصصون يمنيون لإلقاء محاضرات عن الحياة الاجتماعية والثقافية اليمنية.
وفيما تعمل السفارة الأميركية بعيداً من الأضواء، تبدو الهيئات الديبلوماسية الأوروبية أكثر انفتاحاً يتقدمها الفرنسيون. إذ أن تعيين فرنسا أخيراً جيل غوتيه سفيراً لها في صنعاء يصب في هذا الاتجاه فهو يتقن العربية وكان نقل الى الفرنسية رواية الكاتب المصري علاء الأسواني «شيكاغو». وفيما يعتمد القنصل الثقافي الفرنسي من خلال الفاعليات التي ينظمها، على موظف فرنسي يتقن العربية، كذلك يعمل البيت الألماني في صنعاء.
ويعد جان لامبير، مدير مركز الدراسات الفرنسية - اليمنية في صنعاء، من أبرز المتخصصين الغربيين في الموسيقى اليمنية. وله مؤلف بعنوان «طب النفوس: فن الغناء الصنعائي». وهو يجيد العزف على آلة العود اليمني القديم وكان عزف وأدى بالعربية أغاني يمنية داخل اليمن وخارجه.
ويبدو واضحاً أن ثراء الفولكلور اليمني، في نمط مدنه وقراه المعلقة على شواهق الجبال كما في الحياة اليومية لأهله، يشكل عامل جذب لكثير من الغربيين، خصوصاً المهتمين بالدراسات الانثربولوجية ومن يبحثون عن مناظر وطقوس تبهر الجمهور الغربي.
ويصوّر فريق تلفزيوني فرنسي حالياً مواقع سياحية وأثرية في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة. وثمة ديبلوماسيون غربيون يتمثلون بالعادات اليمنية مثل ارتداء الملابس الشعبية اليمنية كالإزار والكوفية والجنبية (الخنجر اليمني). ويحرص بعضهم على حضور جلسات اليمنيين اليومية المعروفة بالـ «مقيل» وتناول القات. وأحياناً يشارك ديبلوماسيون غربيون وباحثون في احتفالات شعبية تقام في بعض المناسبات كالأعراس وغيرها.
ويذكر أن مطربة أميركية شابة تدعى انوشكا قصدت اليمن لتعلم العزف على آلة العود وقدمت بعض الأغاني أثناء جلسة «مقيل».
وعادة ما يحرص هؤلاء على نفي وجود توجه استشراقي جديد انبثق من حدث 11 أيلول. واعتبرت الفرنسية آن ايزامبرت أن تعلم العربية في فرنسا سابق على هذا التاريخ. وأوضحت ايزامبرت التي تعمل موظفة إدارية في مجلس الشيوخ الفرنسي أنها تدرس العربية للتعرف الى الناس والتفاهم بين الشعوب. وأفادت فلورنس كيسلر التي تعمل مصممة في شركة للمصنوعات الجلدية أنها انجذبت الى درس العربية كون حبيبها من أصل عربي (تونسي). لكن الفتاتين أشارتا إلى وجود صعوبة كبيرة في تعلم هذه اللغة.

تعليقات