ثقافة الحياة تحت رحمة التقاليد اليمنية القاسية
صنعاء - علي سالم
ما انفكت التحولات التي يشهدها المجتمع اليمني، منذ نحو عقدين من الزمن، تفرز العديد من الظواهر والمشكلات، لعل بينها ارتفاع حالات الانتحار في أوساط الشباب. وفي حين تؤكد السلطات أن حالات الانتحار في اليمن لم تصل بعد الى حد الظاهرة الاجتماعية، يرى مراقبون مستقلون في الإفصاح الرسمي عن بعض الأرقام وشروع الصحافة في رصد حوادث الانتحار، إقراراً بوجود مشكلة متفاقمة.
وبدا رمي شهاب (33 سنة) نفسه من الطابق التاسع لمبنى تجاري وسط صنعاء، الحالة الأبرز في عمليات الانتحار التي تفيد التقارير الرسمية ببلوغ عددها العام الماضي وحده 252 انتحاراً و221 محاولة. مقابل 1401 حالة سجلت خلال الفترة 2004-2006.
لكن الأرقام الرسمية لا تعكس تماماً حقيقة ظاهرة الانتحار مثلها في ذلك مثل أرقام الوفيات والولادات، بسبب عدم استجابة اليمنيين لنداءات التقييد في السجلات الرسمية وضعف وسائل الإلزام.
وكان قذف الشاب اليمني نفسه، في وضح النهار وعلى مرأى المارة، دلَّ على تغير طرأ على شكل الانتحار في المجتمع اليمني الذي طالما أبدى تكتماً على مثل هذه الأفعال واعتبرها معيبة من وجهة نظر التقاليد والدين. وسبق واقعة انتحار شهاب سلسلة أحداث دراماتيكية منها رميه قنبلة على سيارة كانت تقل صديقة له. وبحسب أصدقاء عايشوا سنواته الاخيرة فإن طموحات الشاب المنتحر كانت اكبر من إمكاناته. فكان يحرص على السكن في جناح خاص في فندق وينفق ببذخ في حين أنه يعمل بمهن متنوعة ولا دخل ثابتاً وعالياً له. وقال فيصل صديق شهاب، ان فكرة الانتحار ظلت تراود شهاب فترة وانه لطالما لوح أمامهم بالقنبلة معلناً رغبته بالموت.
وذكر أصدقاء شهاب أن تحصيله العلمي الذي لم يتجاوز الثانوية العامة جعله يتنقل في عدد من المهن. وأوضحوا أن مسعى الحصول على المال جعله ذات مرة يمارس الاحتيال من طريق بيع ساعات مزورة تحمل أسماء ماركات شهيرة ما أدى الى انكشاف أمره وسجنه بضعة اشهر.
واعتبرت الدكتورة فاتن عبده محمد أستاذة الصحة النفسية في جامعة صنعاء، أن الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي بات يعيشها كثير من الشباب اليمني جراء شيوع البطالة والفقر، هي سبب رئيس لإقدام الكثيرين على الانتحار. وأوضحت أن على عكس الغرب حيث يؤدي انعدام العلاقات الإنسانية وغياب الوازع الديني الى انتشار حالات الانتحار، فإن شدة التقاليد الاجتماعية والإحباط الناجم عن اصطدام الطموحات بالواقع يدفعان كثرة من الشباب اليمني الى اليأس والانحراف السلوكي وبالتالي الانتحار.
وإذ ترفض عبده اعتبار حالات الانتحار في اليمن ظاهرة اجتماعية، ترى أنها تتجه لتكون كذلك في المستقبل القريب لا سيما اذا ما استمرت الظروف المؤدية اليه على حالها.
وتعتقد عبده أن الأمر نفسه يسري على انتحار الشابات الا أن زميلة لها طلبت عدم الكشف عن هويتها شككت في صحة التفسيرات المعطاة لما قيل انه انتحار للفتيات، مرجحة أن يكون بينها جرائم شرف ترتكب تحت غطاء الانتحار لا سيما ان كثيراً من هذه الحالات حسبما تقول الجامعية اليمنية تدفن من دون شهادة وفاة او تقارير طبية تثبت أسباب الوفاة.
وتدفع ثقافة العيب والشرف السائدة في المجتمعات القبائلية، عدداً من الشباب والشابات الى إنهاء حياتهم تفادياً لتلطيخ شرف العائلة. وتشير معلومات الى شباب انتحروا ليلة زفافهم بسبب شعور مفاجئ بالعجز الجنسي والى شابات أجهزن على حياتهن خشية افتضاح أمر فقدان العذرية
صنعاء - علي سالم
ما انفكت التحولات التي يشهدها المجتمع اليمني، منذ نحو عقدين من الزمن، تفرز العديد من الظواهر والمشكلات، لعل بينها ارتفاع حالات الانتحار في أوساط الشباب. وفي حين تؤكد السلطات أن حالات الانتحار في اليمن لم تصل بعد الى حد الظاهرة الاجتماعية، يرى مراقبون مستقلون في الإفصاح الرسمي عن بعض الأرقام وشروع الصحافة في رصد حوادث الانتحار، إقراراً بوجود مشكلة متفاقمة.
وبدا رمي شهاب (33 سنة) نفسه من الطابق التاسع لمبنى تجاري وسط صنعاء، الحالة الأبرز في عمليات الانتحار التي تفيد التقارير الرسمية ببلوغ عددها العام الماضي وحده 252 انتحاراً و221 محاولة. مقابل 1401 حالة سجلت خلال الفترة 2004-2006.
لكن الأرقام الرسمية لا تعكس تماماً حقيقة ظاهرة الانتحار مثلها في ذلك مثل أرقام الوفيات والولادات، بسبب عدم استجابة اليمنيين لنداءات التقييد في السجلات الرسمية وضعف وسائل الإلزام.
وكان قذف الشاب اليمني نفسه، في وضح النهار وعلى مرأى المارة، دلَّ على تغير طرأ على شكل الانتحار في المجتمع اليمني الذي طالما أبدى تكتماً على مثل هذه الأفعال واعتبرها معيبة من وجهة نظر التقاليد والدين. وسبق واقعة انتحار شهاب سلسلة أحداث دراماتيكية منها رميه قنبلة على سيارة كانت تقل صديقة له. وبحسب أصدقاء عايشوا سنواته الاخيرة فإن طموحات الشاب المنتحر كانت اكبر من إمكاناته. فكان يحرص على السكن في جناح خاص في فندق وينفق ببذخ في حين أنه يعمل بمهن متنوعة ولا دخل ثابتاً وعالياً له. وقال فيصل صديق شهاب، ان فكرة الانتحار ظلت تراود شهاب فترة وانه لطالما لوح أمامهم بالقنبلة معلناً رغبته بالموت.
وذكر أصدقاء شهاب أن تحصيله العلمي الذي لم يتجاوز الثانوية العامة جعله يتنقل في عدد من المهن. وأوضحوا أن مسعى الحصول على المال جعله ذات مرة يمارس الاحتيال من طريق بيع ساعات مزورة تحمل أسماء ماركات شهيرة ما أدى الى انكشاف أمره وسجنه بضعة اشهر.
واعتبرت الدكتورة فاتن عبده محمد أستاذة الصحة النفسية في جامعة صنعاء، أن الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي بات يعيشها كثير من الشباب اليمني جراء شيوع البطالة والفقر، هي سبب رئيس لإقدام الكثيرين على الانتحار. وأوضحت أن على عكس الغرب حيث يؤدي انعدام العلاقات الإنسانية وغياب الوازع الديني الى انتشار حالات الانتحار، فإن شدة التقاليد الاجتماعية والإحباط الناجم عن اصطدام الطموحات بالواقع يدفعان كثرة من الشباب اليمني الى اليأس والانحراف السلوكي وبالتالي الانتحار.
وإذ ترفض عبده اعتبار حالات الانتحار في اليمن ظاهرة اجتماعية، ترى أنها تتجه لتكون كذلك في المستقبل القريب لا سيما اذا ما استمرت الظروف المؤدية اليه على حالها.
وتعتقد عبده أن الأمر نفسه يسري على انتحار الشابات الا أن زميلة لها طلبت عدم الكشف عن هويتها شككت في صحة التفسيرات المعطاة لما قيل انه انتحار للفتيات، مرجحة أن يكون بينها جرائم شرف ترتكب تحت غطاء الانتحار لا سيما ان كثيراً من هذه الحالات حسبما تقول الجامعية اليمنية تدفن من دون شهادة وفاة او تقارير طبية تثبت أسباب الوفاة.
وتدفع ثقافة العيب والشرف السائدة في المجتمعات القبائلية، عدداً من الشباب والشابات الى إنهاء حياتهم تفادياً لتلطيخ شرف العائلة. وتشير معلومات الى شباب انتحروا ليلة زفافهم بسبب شعور مفاجئ بالعجز الجنسي والى شابات أجهزن على حياتهن خشية افتضاح أمر فقدان العذرية
تعليقات