يطرق الفنان التشكيلي اليمني كمال المقرمي باباً جديداً في تجربته الفنية، إذ يقدم أعمالاً فنية تعتمد كلية على النفايات الصلبة.
وتتكون أعمال المقرمي التي سيضمها معرضه الجديد المقرر إقامته في البيت الألماني في صنعاء، من علب صلبة، مدهوسة ومتحللة في التربة، يعرضها الفنان كما عثر عليها على الطريق الساحلي حيث دأب يومياً على قطع نحو كيلومترين اثنين مشياً على الأقدام للوصول إلى محطة الباصات.
وتتأتى جمالية الأعمال المعروضة في منزل الفنان في منطقة العريش الساحلية في مدينة عدن، من الوضعيات التي يختارها الفنان لها، وكذلك من الموائمة بين الأشكال عند لصقها على الحامل، جنباً إلى جنب، أو فوق بعضها، بحيث تتحول العلب المشوّهة السطوح - نتيجة عبور المركبات والمارة عليها - إلى أشكال فنية يأخذ بعضها شكل الجسم الإنساني. في حين يضفي تحلل العلبة والصدأ الذي يصيبها، جراء عوامل التعرية، لمسة لونية على الجسم الصلب فتظهر اللوحة وكأنها مسبوكة من خامة جلدية.
ويسعى المقرمي في معرضه الجديد إلى توجيه رسالة إلى الرأي العام والجهات المختصة، عما تتعرض له البيئة من تدمير وعبث، مشيراً إلى أن رحلته اليومية، من والى مقر عمله، ليست وحدها التي قادته إلى خوض هذه التجربة الجديدة بل «يتعلق الأمر بطبيعة النظرة إلى الأشياء وخيال الفنان الذي يجد في العادي والمهمل إشارات جمالية لا تلحظها عيون الناس العاديين». ويشرح المقرمي تجليات انبثاق فكرة تحويل النفايات الصلبة إلى عمل فني قائلاً: «عندما تدوس المركبات على العلبة الصلبة، تتحول الأخيرة إلى ما يشبه قطعة قماش ذات تجعيدات جميلة، رطبة ولينة». ويلفت إلى أن صور الخامة والتأثيرات التي تتركها التربة عليها ظلت ترتسم في ذاكرته حتى اختمرت فكرة تحويلها إلى عمل فني.
وكان المقرمي، الذي يعمل مدرساً متعاقداً في معهد جميل غانم للفنون الجميلة في عدن، نظم معارض عدة داخل البلاد وخارجها، كان آخرها معرضه الشخصي «أحمال» الذي استضافه البيت الألماني في صنعاء العام الفائ
تعليقات