صنعاء - علي سالم "الحياة"
يهبط سامي أمين (22 سنة) ويرفع جسده، متفاعلاً مع إيقاعات أغنية غربية تصدر من جهاز صغير محمول موصول بسماعات الى أذنيه، مرتدياً سروال جينز قصيراً، وتي شيرت وحذاء رياضياً.
لم تكن هناك كثيرات، غير أن من شاهدوا الشاب يقوم بهذه الحركات الراقصة أمام أحد المــــراكز التــــجارية في صنعاء، لم يخفوا اندهاشــــهم وهم يتــــأملونه بكل تــــفاصيله، وخصوصاً قصة شعره «المارينز»، ويبدون استغرابهم وامتعاضهم.
وتعتبر حركات سامي نادرة الحدوث، في مختلف المعايير بدءاً من ارتداء السروال القصير، الذي عادة ما يقتصر ارتداؤه على المشاوير الصغيرة، مثل الذهاب الى البقالة أو خلال قيادة السيارة، لا سيما أن أنماط اللباس، هذه، وقصات الشعر تأتي محاكاة للموضة الرائجة في بلدان أجنبية أو عبر الفضائيات.
ولأبناء الأسر الميسورة في اليمن أساليبهم الخاصة بـ«التميز»، وذلك من خلال قيادة السيارات الفارهة التي تلفت الانتباه وفي شكل خاص السيارات المكشوفة التي تساعد في توزيع صوت الموسيقى الشبابية من دون الوقوف عند نوع هذه الأغاني أو اللغة التي تصدح بها.
ويعد شارع «حدة» في صنعاء، مسرحاً رئيساً لهذا النوع من الاستعراضات الشبابية ومنها قيادة الدراجات ارتكازاً الى العجلة الخلفية فقط. وفي حين، تعتبر حديقة «السبعين» وشارع «جمال وهايل» من الأماكن الأكثر استقطاباً لاستعراضات الشباب الذين لا يملكون السيارات، تبقى ساحات الجامعة، وبخاصة كلية الآداب، الفضاء الأبرز للعب ما يسمى «قنص» الطالبات. وفي سبيل هذا الأمر، تحضر أساليب التأنق وتظهير موديلات الهواتف الخليوية ومحتوياتها من أغانٍ ونغمات، إلا أن الإقبال على أرقام هواتف متميزة أو «ذهبية» ما زال محدوداً ولا يلقى اهتماماً كبيراً قياساً بما هو حاصل في دول مجاورة.
وإضافة الى التأنق والتميز في ارتداء الجينز والقمصان الفضفاضة أو ما يُعرف بـ«الهباب»، والاعتناء والتفنن بقصات شعر الرأس واللحية والذقن «السكسوكة»، يبرز أيضاً اقتناء الساعات ذات الأحجام الكبيرة، والـ«فلاش ديسك» المحتوي على تسجيلات صوتية، فضلاً عن استخدام أحزمة ذات شاشة رقمية تعرض في الغالب رقم الهاتف.
والواضح أن تمرد بعض الشباب على السائد لا يزال محكوماً، بدرجة انفتاح الأسرة، ومعظم الشباب الذين يظهرون سلوكاً مغايراً، هم في الغالب من أسر «غير محافظة» أو ممن اعتادوا قضاء الإجازة في «الخارج» في إحدى الدول الأجنبية أو العربية «المنفتحة».
وتتفاوت أساليب الشباب تبعاً لدرجة الانفتاح والتقبل العام، وفي حين يندر في صنعاء تطويل شعر الرأس وضمه بـ«قباضة»، وكذا وضع قرط في الأذن، إلا أن مثل هذه الأساليب يأخذ بها بعض الشباب في مدينة عدن. ودرجة تقبل المجتمع ومدى «ليونة» الأسرة أو تشددها، يلعبان دوراً حاسماً في صوغ الأساليب التي يتبعها الشبان اليمنيون للفت أنظار الجنس الآخر.
ويقول سامي، الذي يضع سلسلة في رقبته وأساور من الجلد في معصميه، أن ما يرتديه ويمارسه في شكله ومظهره أمر يخصه وحده. ويشير الى أنه لا يضع اعتباراً للنظرات وتعليقات الاستهجان التي تصدر من البعض. وفي حين يحرص أسامة (21 سنة) على مراعاة محيطه الاجتماعي في كل ما يقوم به، يقوم سامي، الذي يدرس في الصين وجاء لقضاء الإجازة مع أسرته في صنعاء: «أحياناً أشعر بغربة، بسبب الطريقة التي ينظرون بها إليّ، غير أن هذا لن يجعلني أغير من مهري تبعاً لذوق الآخرين».
ويبدو أن بعض الرياضيين، وفي شكل خاص ممارسي رياضة كمال الأجسام، يتخذون من الجسد أسلوباً للفت أنظار الفتيات، غير أن أسامة يعتبر أن معظم الفتيات ينجذبن غالباً الى الشاب الذي يدل مظهره على الثراء. ويتفق سامي وأسامة على وجود شباب لا يحوزون مظاهر الترف والأناقة لكنهم يملكون روح الدعابة والنكتة و«اللسان الحلو» في جذب الفتيات.
وثمة من يستخدم أساليب غير مباشرة في مخاطبة الآخر، ويعمد بعضهم الى تشغيل تسجيلات أجنبية ذات إيحاءات جنسية ما اضطر، معد (20 سنة) الى الاحتجاج وإبلاغ المدرس بما يقوم به زملاؤه.
بيد أن أساليب الإغراء والجذب لا تقتصر على الذكور فقط، بل وتلجأ اليها الفتيات أيضاً ومن أساليبهن اقتناء معاطف وعبايات مطرزة بأشكال فنية تلفت الانتباه، تعليق العقيق على حقيبة اليد أو مناديل قماش ملونة أو ميداليات عليها أشكال أو عبارات مثل I love you (أحبك).
ويُطلق على متبع هذه الأساليب للفت النظر،اسم «الزنط»، ولا تزال هذه الكلمة تستخدم في اليمن وإن بات الكثيرون يعتبرون أنه بات «زنطاً» معولماً ومدموغاً بنتاجات الثورة التكنولوجية. ومن يتبع هذه الأساليب يُطلق عليه اسم «الزناط»، وقد تحوّل ليصبح اسماً يُطلق على نوع من أجهزة الهاتف الخليوي، وبدأت أخيراً تنتشر عبارة «أبوها الزرة» بقصد التعليق على مَن يُسرف في استخدام أساليب لفت الانتباه.
لم تكن هناك كثيرات، غير أن من شاهدوا الشاب يقوم بهذه الحركات الراقصة أمام أحد المــــراكز التــــجارية في صنعاء، لم يخفوا اندهاشــــهم وهم يتــــأملونه بكل تــــفاصيله، وخصوصاً قصة شعره «المارينز»، ويبدون استغرابهم وامتعاضهم.
وتعتبر حركات سامي نادرة الحدوث، في مختلف المعايير بدءاً من ارتداء السروال القصير، الذي عادة ما يقتصر ارتداؤه على المشاوير الصغيرة، مثل الذهاب الى البقالة أو خلال قيادة السيارة، لا سيما أن أنماط اللباس، هذه، وقصات الشعر تأتي محاكاة للموضة الرائجة في بلدان أجنبية أو عبر الفضائيات.
ولأبناء الأسر الميسورة في اليمن أساليبهم الخاصة بـ«التميز»، وذلك من خلال قيادة السيارات الفارهة التي تلفت الانتباه وفي شكل خاص السيارات المكشوفة التي تساعد في توزيع صوت الموسيقى الشبابية من دون الوقوف عند نوع هذه الأغاني أو اللغة التي تصدح بها.
ويعد شارع «حدة» في صنعاء، مسرحاً رئيساً لهذا النوع من الاستعراضات الشبابية ومنها قيادة الدراجات ارتكازاً الى العجلة الخلفية فقط. وفي حين، تعتبر حديقة «السبعين» وشارع «جمال وهايل» من الأماكن الأكثر استقطاباً لاستعراضات الشباب الذين لا يملكون السيارات، تبقى ساحات الجامعة، وبخاصة كلية الآداب، الفضاء الأبرز للعب ما يسمى «قنص» الطالبات. وفي سبيل هذا الأمر، تحضر أساليب التأنق وتظهير موديلات الهواتف الخليوية ومحتوياتها من أغانٍ ونغمات، إلا أن الإقبال على أرقام هواتف متميزة أو «ذهبية» ما زال محدوداً ولا يلقى اهتماماً كبيراً قياساً بما هو حاصل في دول مجاورة.
وإضافة الى التأنق والتميز في ارتداء الجينز والقمصان الفضفاضة أو ما يُعرف بـ«الهباب»، والاعتناء والتفنن بقصات شعر الرأس واللحية والذقن «السكسوكة»، يبرز أيضاً اقتناء الساعات ذات الأحجام الكبيرة، والـ«فلاش ديسك» المحتوي على تسجيلات صوتية، فضلاً عن استخدام أحزمة ذات شاشة رقمية تعرض في الغالب رقم الهاتف.
والواضح أن تمرد بعض الشباب على السائد لا يزال محكوماً، بدرجة انفتاح الأسرة، ومعظم الشباب الذين يظهرون سلوكاً مغايراً، هم في الغالب من أسر «غير محافظة» أو ممن اعتادوا قضاء الإجازة في «الخارج» في إحدى الدول الأجنبية أو العربية «المنفتحة».
وتتفاوت أساليب الشباب تبعاً لدرجة الانفتاح والتقبل العام، وفي حين يندر في صنعاء تطويل شعر الرأس وضمه بـ«قباضة»، وكذا وضع قرط في الأذن، إلا أن مثل هذه الأساليب يأخذ بها بعض الشباب في مدينة عدن. ودرجة تقبل المجتمع ومدى «ليونة» الأسرة أو تشددها، يلعبان دوراً حاسماً في صوغ الأساليب التي يتبعها الشبان اليمنيون للفت أنظار الجنس الآخر.
ويقول سامي، الذي يضع سلسلة في رقبته وأساور من الجلد في معصميه، أن ما يرتديه ويمارسه في شكله ومظهره أمر يخصه وحده. ويشير الى أنه لا يضع اعتباراً للنظرات وتعليقات الاستهجان التي تصدر من البعض. وفي حين يحرص أسامة (21 سنة) على مراعاة محيطه الاجتماعي في كل ما يقوم به، يقوم سامي، الذي يدرس في الصين وجاء لقضاء الإجازة مع أسرته في صنعاء: «أحياناً أشعر بغربة، بسبب الطريقة التي ينظرون بها إليّ، غير أن هذا لن يجعلني أغير من مهري تبعاً لذوق الآخرين».
ويبدو أن بعض الرياضيين، وفي شكل خاص ممارسي رياضة كمال الأجسام، يتخذون من الجسد أسلوباً للفت أنظار الفتيات، غير أن أسامة يعتبر أن معظم الفتيات ينجذبن غالباً الى الشاب الذي يدل مظهره على الثراء. ويتفق سامي وأسامة على وجود شباب لا يحوزون مظاهر الترف والأناقة لكنهم يملكون روح الدعابة والنكتة و«اللسان الحلو» في جذب الفتيات.
وثمة من يستخدم أساليب غير مباشرة في مخاطبة الآخر، ويعمد بعضهم الى تشغيل تسجيلات أجنبية ذات إيحاءات جنسية ما اضطر، معد (20 سنة) الى الاحتجاج وإبلاغ المدرس بما يقوم به زملاؤه.
بيد أن أساليب الإغراء والجذب لا تقتصر على الذكور فقط، بل وتلجأ اليها الفتيات أيضاً ومن أساليبهن اقتناء معاطف وعبايات مطرزة بأشكال فنية تلفت الانتباه، تعليق العقيق على حقيبة اليد أو مناديل قماش ملونة أو ميداليات عليها أشكال أو عبارات مثل I love you (أحبك).
ويُطلق على متبع هذه الأساليب للفت النظر،اسم «الزنط»، ولا تزال هذه الكلمة تستخدم في اليمن وإن بات الكثيرون يعتبرون أنه بات «زنطاً» معولماً ومدموغاً بنتاجات الثورة التكنولوجية. ومن يتبع هذه الأساليب يُطلق عليه اسم «الزناط»، وقد تحوّل ليصبح اسماً يُطلق على نوع من أجهزة الهاتف الخليوي، وبدأت أخيراً تنتشر عبارة «أبوها الزرة» بقصد التعليق على مَن يُسرف في استخدام أساليب لفت الانتباه.
تعليقات