لاعب «كونغ فو» وزيراً في اليمن

غيوم كثيرة لبدت سماء حمود عباد قبل أن يستقر أخيراً على كرسي قيادة وزارة الشباب والرياضة.
الكشاف لاعب الـ «كونغ فو» الذي تواجه وزارته تحديات كثيرة أبرزها التشكيك بقدرة اليمن على استضافة الدورة الرياضية الخليجية العام المقبل، بدأ حياته العامة ناشطاً في إطار جمعية الكشافة والمرشدات في محافظة ذمار التي يتحدر منها. ومع انتقاله إلى صنعاء للدراسة في جامعتها صاحبته الرياضة أيضاً، ذاك أنه خلال دراسته الجامعية تعلم عباد رياضة الـ «كونغ فو» على يد معلم صيني كان يعمل في مجال البناء.
بيد أن الصدف الحسنة التي قادت عباد إلى وزارة الأوقاف ثم إلى وزارة الشباب والرياضة قد لا تدوم طويلا. والراجح أن طموح الشباب الذي كانه عباد قد يقف عند محاولة الحفاظ على المنصب الحالي وتجنب ما قد يؤدي إلى إخراجه من الحكومة مع أول تعديل حكومي. فعباد وان لفت الأنظار في صعوده المتسارع الى القمة، إلا أن ثمة عقبات وتحديات كثيرة باتت تواجهه الآن. فهو وان اعتبر من القيادات الرسمية التي جاءت من ملاعب الرياضة وليس من ثكنات المؤسسة العسكرية والحزبية، إلا أن الملاحظة العامة هي غياب اي تمايز فعلي بينه وبين زملائه ممن خرجوا من رحم المؤسستين العسكرية والحزبية. وتصف الصحف المحلية وبعض المنتقدين عباد بـ «عاشق المناصب» وهو يجمع حالياً بين رئاسة الاتحاد اليمني للـ «كونغ فو» ورئاسة الاتحاد العربي للـ «كونغ فو» ورئاسة الجمعية اليمنية للكشافة والمرشدات. حتى أصبح تقليد الانتخاب في الهيئات الرياضية والشبابية آيلا للزوال. ويضاف إلى ذلك الثقل السياسي والرسمي الذي يتمتع به منافسو عباد وأولهم نائب الوزير الشيخ حاشد بن حسين الأحمر، هذا في وقت تشهد وزارة الشباب والرياضة جملة مشاكل داخلية منها ضآلة الموازنة المخصصة للاتحادات الرياضية وقلة اهتمام المعنيين بها. ويؤدي ضعف الموازنة إلى قصور في نشاطات الوزارة وعدم تحديث للبنية التحتية للرياضات اليمنية المحدودة أصلاً، والتي تعاني من تدهور ملحوظ. ويزداد الأمر سوءاً مع انتشار الفساد في أروقة الوزارات ما أفقد اليمن مشاريع رياضية مقدمة من جهات دولية بسبب سوء الإدارة أو إهدار الاموال أو كلاهما.
وغالباً ما تتبادل قيادات وزارة الشباب الاتهامات في ما بينها في هذا الشأن. وأدّى الإخفاق الرياضي اليمني في بعض المشاركات الخارجية والإقليمية وآخرها هزيمة المنتخب اليمني لكرة القدم أمام السعودية إلى ارتفاع حدة الانتقادات الشعبية لأداء الوزارة. وذهب البعض إلى مطالبة رئيس الجمهورية بالتدخل وإصدار قرار بتجميد مشاركات اليمن الخارجية لمدة زمنية تتيح للمنتخبات اليمنية أن تستعيد إمكاناتها لتنمية قدراتها بما يجعلها في مستوى المشاركة المشرفة.
وتتضاعف مشكلة اليمن الرياضية مع إدراج القات على لائحة المنشطات الممنوعة دولياً. وأدّت فحوص المنتخب اليمني إلى حرمانه من المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة بعدما تبين تعاطي أعضائه مادة القات، وهو أمر لم يستوقف المسؤولين ولم يستحوذ منهم على الاهتمام الذي كان منتظراً في حالة من هذا النوع.
ولعل التحدي الأكبر الذي يضاف على سابقه يتمثل في بروز العصبيات المناطقية والمذهبية بين الفرق الرياضية وجماهيرها على حد سواء. فسجلت حوادث اعتداء على فرق على خلفية مناطقية. وتشير سجلات الحوادث التي تشهدها مناطق في جنوب اليمن إلى صعوبة الجزم بإمكان استضافة نشاطات «خليجي 20» في ظل وضع كهذا أو كما يقول البعض ما لم يتم تعيين جنوبي وزيراً للشباب والرياضة. والواقع أن استتباب الأمن في عدن وزنجبار المقرر إقامة نشاطات الدورة الخليجية فيهما يعتبر في نظر كثيرين مطلباً مهماً لنجاح الفعالية. ومعلوم أن الاحتجاجات التي يشهدها الجنوب سبق ان أدّت إلى تعطيل عمل اللجان قبل أن تتفق الأطراف السياسية على تأجيل انتخاباتها. وإزاء أوضاع متشابكة كهذه، يبدو أن سماء حمود عباد مائلة إلى التلبد أكثر مع كل خطوة يخطوها الوزير الكشاف لاعب الـ «كونغ فو»، لاسيما أن مفاعيل الولاءات الحزبية دخلت حقل الرياضة.

تعليقات