«الرئيس علي صالح ما زال قوياً والدليل هذا الظلام»
يقول وجدان (30 سنة) متهكماً من تفاقم ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي منذ صدور قرار
لمجلس الأمن قضى بتشكيل لجنة عقوبات ضد معرقلي التسوية السياسية في اليمن ومنها اعمال
تخريب البنية التحية مثل الكهرباء.
القرار الأممي الذي وصف الحال في اليمن بأنها
تشكل «تهديداً للسلم والأمن الدوليين» أعاد الانقسام بين الشباب اليمني وفقاً للانتماء
وقليلة هي القراءة التي وضعته في سياقه.
وشنت مكونات شبابية مؤيدة للرئيس السابق حملات
سياسية وإعلامية ضد القرار الأممي الذي تقول إنه وضع اليمن تحت الوصاية الدولية وأخلّ
بسيادة البلاد واستقلالها. وكان الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي أعطته المبادرة
الخليجية حصانة من المحاكمة ظهر على شاشة التلفزيون بعد ساعات من صدور القرار قائلاً
إن الأخير يحاول إعادة اليمن إلى عصور الظلام.
ويرى الخريج الجامعي وجدان عبد الرحيم أن ضعف
الولاء الوطني لدى الجماعات السياسية المتصارعة وراء وضع الحال في اليمن تحت الفصل
السابع. ويوضح أن مجلس الأمن لم يطرق هذا الفصل إلا بعد أن استنفد ما يمنحه له الفصل
السادس من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أن القرار يعاقب المعرقلين ولا يعاقب اليمن.
وجاء في القرار الأممي أن مجلس الأمن يشجع حركات
الشباب والجماعات النسائية على مواصلة مشاركتها النشطة والبناءة في عملية الانتقال
السياسي ومواصلة روح التوافق في سبيل تنفيذ الخطوات اللاحقة في عملية الانتقال وتوصيات
مؤتمر الحوار الوطني.
ويرى وجدان أن بعض القوى تعاطت خلال العامين
الماضيين مع قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية من منظور ثقافة الحرب الباردة وراهنت
على انقسام داخل المجلس ما يحول دون إقرار عقوبات شديدة.
وتسخر الطالبة في جامعة صنعاء رنا عبد الخبير
مما اسمته «الوطنية القاتلة»، موضحة أن جميع الأطراف المؤيدة والمعارضة للقرار الأممي
تتشدق بالوطن وتزعم حرصها عليه في حين أنها جميعها عملت على مدى نصف قرن على نهب ثروات
البلد وتقويض بناء دولة القانون والمواطنة.
ووفقاً لورقة بحثية اعدها المعهد الملكي للشؤون
الدولية (مقره لندن) فإن الاقتصاد السياسي لليمن مبني حول نخبة ضيقة من الجيش والقبائل
والطبقة السياسية والقطاع الخاص. وقالت الورقة التي حملت عنوان «اليمن: الفساد وهروب
رأس المال والأسباب العالمية للصراع» إن نحو عشر أسر ومجموعات تجارية ذات صلة وثيقة
بالرئيس السابق تسيطر على أكثر من 80 في المئة من الواردات والتصنيع والتجهيز والخدمات
المصرفية والاتصالات ونقل البضائع».
ويتسم الصراع السياسي والاجتماعي في اليمن بالتعقيد
ما يوقع بعض المراقبين أحياناً في خطأ. وتلفت رنا إلى مجموعة الأزمات الدولية بوصفها
مثالاً. وتقول إن مجموعة الأزمات الدولية لم تلحظ سوى وجود صلة بين الرئيس السابق وجماعة
الحوثيين (الذراع العسكرية للأحزاب الشيعية) مؤكدة أن دورات القتال التي شهدتها محافظة
صعدة منذ 2004 كانت في الأصل حرباً داخل النظام نفسه بين علي صالح والحوثيين من جهة
وعلي محسن وأسرة الشيخ الأحمر من جهة أخرى.
وأوصت الورقة البحثية مجموعة أصدقاء اليمن والدول
العشر الراعية للمبادرة الخليجية باعتماد تحليل الاقتصاد السياسي كأداة لتعظيم نفوذهم
الجماعي من أجل التغيير الهيكلي. والبحث عن سبل جديدة لترويج التغيير. مشـــددة على
ضرورة فهم المصالح الأسرية والتجارية والشبكات غير الرسمية عند تقويم احتمالات نجاح
الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية المأمولة.
وكان تحول الاحتجاجات السلمية إلى قتال وضع الشباب
في الهامش وقاد النخب السياسية والقبلية والعسكرية التقليدية إلى الحكم، بحيث تحول
شباب الثورة إلى كومبارس للحرس القديم وها هم مجرد كومبارس لقرارات مجلس الأمن وفق
ما تقول رنا.
وتؤكد ورقة المعهد الملكي حاجة القادة السياسيين
الناشئين والناشطين الشباب إلى تمكين أكبر للمساهمة في نقاشات الســـياسة الدولية عن
بلدهم. وتواجه الأصــوات الشابة الناقدة بالقمع من قبل القيادات الحزبية الموصوفة بالديناصورية.
وتتبادل الأطراف التي تتشارك الحكم الاتهامات في تخريب البـــنية التحـــتية مثل خطوط
إمداد الطاقة وأنابيب النفط من دون أن يقدم أي طرف دليلاً. ولم تشكل حتى الآن لجنة
تحقيق في أعمال العنف التي أودت بحياة مئات المتظاهرين العزل عام 2011.
تعليقات