«سلة المهملات التي في ركن المقهى هي ذلك الشيء الذي أطلق عليه آدم العجوز سلة الذكريات»... «غادر الجندي مرتدياً رقعة الشطرنج»... «الصور تفشل في إخفاء جمال الإنسان»... هذه الاقتباسات ليست من أعمال سوريالية لكتّاب لهم باع وشهرة عالمية في هذا المضمار، بل من نصوص تعدّ التجربة الأولى لشبّان يخوضون مغامرة الكتابة ضمن برنامج للتدريب على الكتابة نفّذه أخيراً «منتدى التبادل المعرفي» في صنعاء.
عشرات النصوص المنجزة خلال 10 ورش تدريب، تحولت على يدي الفنان الشاب محمد الصليحي «لوحات» بالأبيض والأسود، وعرضت في صالة المنتدى. وخلافاً للكتاب الورقي أو الالكتروني أو حتى التسجيل الصوتي، وجميعها تتيح القراءة في وضعية الجلوس، يجد زائر المعرض نفسه ملزماً بقاعدتين: الأولى، القراءة وقوفاً. والثانية، وجود مسافة بينه وبين النص تحول دون الملامسة المادية بينهما.
والظروف التي كتب فيها المتدربون نصوصهم تقترب من القاعدة الثانية ايضاً، فغالبية أصحاب النصوص لا خلفية لها في الكتابة، بل إن هناك من لم يكن يبدي شغفاً حتى بالقراءة... كأننا هنا إزاء كتابة بيضاء لا تنهض على أي إرث تراكمي، كتابة انبثقت من اللحظة ومما يشبه الصدفة.
والمفارقة أن اقوى النصوص وأجملها هي تلك التي كتبها شبان متخفّفون تماماً من أي اهتمامات تتعلق بالكتابة والقراءة. وتقول المشاركة أماني العريقي (25 سنة) التي أنجزت نصوصاً لافتة، إنها لم تخض تجربة الكتابة من قبل، ولا حتى من نوع الخواطر، ولو أنها كانت أحياناً تدوّن يومياتها. وفي الورشة، وفق العريقي، راح المدرّب يطلب من المشاركين كتابة ما يخطر في أذهانهم.
ويقول مدرب الورشة نبيل قاسم، وهو ليس كاتباً محترفاً أو مشهوراً، أنه لا يملك معارف كثيرة في فنون الكتابة، ولا يعتبر نفسه مدرباً، بل مجرّد مشرف. ويرجح قاسم أن تكون «الحرية الكاملة» التي قال إنه أتاحها للمشاركين تقف خلف إنجاز المشاركين نصوصاً جيدة.كما تضمن المعرض نداءات تحض السلطات السعودية على اتاحة حق قيادة السيارة للنساء .
تعليقات