أروى عثمان تفوز بـ"المينيرفا": أتمنى أن يأتي يوم لا أسمع فيه خطب الزعيم القبلي والشيخ الديني أو حشرجات أديب محبط
أكدت الكاتبة اليمنية أروى عثمان، أثناء تسلمها جائزة "المينيرفا – أنّا ماريا ماموليتي" الإيطالية، الحاجة الماسة لاحلال السلام في بلدها الذي يشهد منذ شهور موجة عنف، على رغم توقيع اتفاق لنقل السلطة في نوفمبر الماضي.
وقالت عثمان أثناء تسلمها جائزة مؤسسة المينيرفا – انّا ماريا ماموليتي الإيطالية، في حفلة أقيمت أخيراً في قاعة كابيتوليني التاريخية بروما، إن الطريق الامثل لإيقاف الحروب المتناسلة التي تعصف ببلادها يتمثل في بناء دولة قانون ومواطنة متساوية، ودستور يفصل الدين عن السياسة.
وتُمنح الجائزة، التي تأسست قبل 28 عاماً، لشخصيات نسويه مبدعة في العالم لها إسهامات مميزة في التعليم والإعلام والفنون والسياسة وحماية للحقوق الإنسانية والمدنية. وبحسب لجنة الجائزة، فأن منح عثمان جائزة المينيرفا لعام 2011، جاء لنشاطها الثقافي، ولدورها في حماية التراث ودفاعها عن حقوق المرأة في بلادها.
وصدر لعثمان حتى الآن مجموعتان قصصيتان. وترأس بيت الموروث الشعبي غير الحكومي. وتُعتبر من أبرز الناشطات المدنيات في ساحة التغيير في صنعاء. وسبق وتعرضت مع عدد من الناشطات الليبراليات لاعتداء بالضرب من قبل عناصر تابعة للفرقة الاولى المدرعة المنشقة عن الجيش، على خلفية مشاركتهن في مظاهرة مختلطة خرجت تندد بخطاب للرئيس اليمني أساء فيه الى النساء المعتصمات المناوئات لحكمه.
وقالت عثمان مخاطبة الجمهور الايطالي "كنت أتمنى أن أحمل معي كتب وإصدارات بيت الموروث الشعبي لكن موقع البيت تعرض للحصار والقصف، بعدما ظل مغلقاً لأكثر من عام"، ضمن ما تواجهه الثقافة والفنون من ضغط وحصار.
وأضافت "أتيت إليكم محملة بروح الأمل الذي لا نملك سواه، روح الإنسان الذي لا يهزم ويجعل من دفاتر هزائمه إنساناً من "فينيق" يتجدد من الرماد. إنه الإنسان اليمني الذي تعطش للحرية، وصنع ثورة سلمية، واعتزم مواصلتها وإن خُنقت بالعسكر والأصوليات الدينية والقبائل... لكنه سيصنع التغيير ليمن جديد منفتح على نفسه وعلى العالم الكبير بثقافاته المختلفة".
وأوضحت أنها ليست مولعة بالتراث كمتحف وكهف يتحكم بالانسان بحجة الهوية والخصوصية بل بما هو حياة مستمرة وحلم وسلام.
وتابعت أتمنى وأنا أحمل شعاعاً من المينيرفا أن أرجع به إلى بلدي المُقطع الأوصال بين تجّار حروب وعصابات يتقاسمون جثثنا للتفاوض بها أمام أجهزة الإعلام الدولية، أن نتداول فانوس المينيرفا، مع من يريد أن يواصل مقاومة الدمار بالفنون، لوطن يجب عليه أن يتوقف قليلاً، لكي يتسنى له سماع همس الجدات في المساءات، والغناء في نهاراته، ومواصلة رقصه بأقدامه المشققة، ليبدأ مشروع الحرية.
مؤكدة أنها ستواصل حلمها في أن تقام في بلدها صالة مسرح وسينما، ومتاحف، ودور للفنون المختلفة، وأن تعيش اليوم الذي لا تسمع فيه خطب الزعيم القبلي والشيخ الديني وحشرجات أديب يتجرع الإحباط.
تعليقات