بعد
انتخابات 1993 رميت ببطاقتي الانتخابية في صندوق القمامة . لأنني أيقنت أن الحرب والديمقراطية
لاتلتقيان على طاولة واحدة. وما السجال الدائر اليوم حول انتخاب الرئيس التوافقي سوى
استمرار لمهزلة "عظمى" وعتيدة .وهي
أن هذا الشعب لا يفكر
سوى بعد وفاة سيده وتتعاظم
المهزلة مع تلك الاحزاب (أو هكذا تسمى ) و
التي ظلت تتمسح بصندوق الحاكم وتخلع عليه الشرعية بما فيها انتخابات وحيد القرن وظله
((((، قحطان ثم بن شملان،.وهي، أي الاحزاب ، بقيت مطواعة لم تتذمر أو تحاول زحزحة "البيادة العشائرية "عن
كاهلها سوى في الاعوام القليلة الاخيرة عندما شرع الحاكم في تقليص حصص بعض افراد عشيرته وعصبته من كعكة الثروة والسلطة. حتى اولئك
المهزومون في الحرب الاهلية ابرموا صفقة العودة.ولم يشرعوا يالتباكي على الجنوب كجغرافيا وعصبية الا بعد أن بدأ الحاكم يقذف بخصومهم القدامى (جماعة
عبد ربه ) الذين استخدمهم في غزوة 7/7. يصدق
هذا ايضا على الشركاء المذهبيين في الحرب . الذين لم يتذكروا مبدأ الخروج على الحاكم الظالم (من مبادئ الزيدية) الا أخيرا .وتحديدا مع كبح
المد الهاشمي والحادثة الملتبسة التي
أودت بحياة القيادي المؤتمري يحي المتوكل.
توازيا مع تفاقم حمى الصراع السعودي الايراني
منذ سقوط نظام صدام حسين . والى هذه الاسباب يعود ظهور التمرد الحوثي. قبل ذلك ظل محمد عبد الملك المتوكل يقترح صيغة توريث عائلي ديمقراطي. كان هذا قبلما يبدأ صالح في زحزحة شركاء كعكة السلطة والثروة .والحال أن انتخاب
عبد ربه (الرئيس التوافقي) وحيدا لاشريك له، ليس المهزلة الوحيدة وربما لن تكون الاخيرة .وهذا ليس بالامر
الجديد أو المستغرب من شعب مازال يتعاطى مع الحزب وقيادته كما يتعاطى مع القبيلة وشيخها. وجل الذين في الساحات
هم ممن شاركوا في المهازل الانتخابية السايقة بما
فيها مهزلة الراحل بن شملان فهذا الاخير كان مجرد ظل. ووجه الاختلاف بينه وبين
نجيب قحطان ان بن شملان جاء من المعارضة أو استأجرته المعارضة (حسب تعبير الرئيس صالح ومحمد حيدره مسدوس).والحقيقة
أن تعطيل الديمقراطية عمره 20 عاما
.والجديد هذه المرة أن المباركة الامريكية
والاوربية جاءت قبل الانتخابات وليس
بعدها. والأجد (حسب تعبير المقالح ) ظهور حظائر جديدة فاضافة الى حظائر الاحزاب صارت
لدينا حظائر الساحات. ولا فروق جوهرية
بينهما سوى في حجم القرابين البشرية. وعندما يمضي شعب ما في الزعيق حد تلاشي الحدود
بين البلادة والبلاد فالارجح أنه سيترك انتخاب عبد ربه
يمر مثلما ترك ديناصورات منتصف القرن
الماضي امثال باسندوه وياسين والرباعي
والجفري والمتوكل وقحطان واليدومي وقادة الناصري والبعث وغيرهم ،يمروا و يمددوا كيفما شاءوا. فمنذ انقلاب شباط (فبراير) 1948 والنخب السياسية اليمنية لاتخرج
عن صورة اللصوص والشطار الذين يتفقون على الضحية ويختلفون حول الغنيمة .
تعليقات