البيت اليمني مسرح لصراع الذكور والاناث
صنعاء-علي سالم
في الاحاديث التي عادة ماتجري بينه وبين أصدقاءه ، يتبدى اكرم (29سنة) شخصية منفتحة وعصرية في افكارها خصوصا لجهةحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.بيد أن ثمة زلات لسان يقع فيها اكرم أحيانا ويلاحظها اصدقاءه.ومن ذلك تبرير بقاءه خارج المنزل الى وقت متاخر بالقول انه لايطيق المكوث بين"النسوان".
يبدو اكرم وهو الذكرالوحيد في عائلة مكونة من أب متوفى وأم وست بنات اربع منهن غير متزوجات،نموذج لحال بعض المثقفين ممن يجاهرون عادة بمناصرتهم للمرأة الا انهم قلما تمثلوا ذلك في سلوكهم بشكل تام.
ولئن قطع اليمن شوطا لابأس به في مجال تعليم الفتاة وخروجها للعمل الا ان ذلك لم يؤد الى احداث تغيير جوهري في النظرة العامة للأنثى قياسا بالذكر.ولعل في تفضيل بعض اليمنيين ان تعمل المرأة في مجالات معينة مثل التعليم والطب مايشي باستمرارية ترابط الاداوار مابين المجال العام والاسرة.
وقالت سلمى(22سنة) انها باتت تشعر بالقرف للطريقة التي يتعامل بها اخوانها معها . وتوضح ان اشقائها غالبا مايطلبون منها القيام ببعض الواجبات مثل جلب العصائر او اعداد القهوة .مشيرة الى ان مثل هذه المطالب صارت تضجرها وتشعرها وكانها "شغالة" وليست شقيقة لهم.وتضيف انها تحنق لأن بعض هذه المطالب مقدور عليه ولايعيب ان يؤديه الولد من قبيل جلب الريموت أو اسدال ستارة النافذة.
ويرقى البيت اليمني أن يكون مسرحا رئيسا لصوغ الأدوارالمناطة بكل من الذكور والاناث وعليه تنبني نظرة الابناء والبنات لبعضهما وهي نظرة من الواضح انها تتغذى تبعا للجنس. والراجح ان نفور اكرم من المنزل لايرجع الى افتقاده السلطة.على العكس من ذلك تبدو السلطة التي يحوزها بصفته الذكر الوحيد ورب الاسرة وراء شعوره بوطأة القعدة في المنزل. وهو شعور يرتكز اصلا على ثقافة اجتماعية سائدة تعيب مجالسة النسوان وتقيس قيمة السلطة بطبيعة المجال الذي تمارس فيه. وهي تغدو في حالة اكرم سلطة منقوصة طالما مورست على جنس النساء المعروف عنهن الضعف تبعا للثقافة السائدة .والتي على ضوءها عادة مايتم قرن الانثى بالعار.ويرى بعض اصدقاء اكرم أن شعوره بالضيق ربما نتج عن وجود شقيقات له لم يتزوجن بعد.
وبدا أن الشعور بالسعادة او الكرب مفهوم زئبقي يتغير تبعا للاسرة وطبيعة الثقافة والطبقة الاجتماعية وعلى ضوءه تتحدد العلاقة بين الذكوروالاناث. فلئن كانت البنات يشكلن مصدر ضيق لاكرم . فأن الاشقاء الذكور في حالة سلمى
يكادوا يكونوا مصدر تعاستها وبعضهم مازال في طور المراهقة واصغرها في العمر. وعادة ماتكون مرحلة المراهقة مناسبة ليستعرض الولد سلطته الذكورية التي تعطيها التقاليد الاجتماعية. وفي حال غياب الاب كما في حال حضوره يعد الولد "حامي حمى الاسرة" بعد الاب وعينه التي تراقب سلوك اخواته البنات وربما أمه ايضا. وثمة فتيات لايجدن حريتهن الكاملة في التصرف بسبب وجود اشقائهن في المنزل. وقالت سامية(26سنة) انها قلما شاهدت اوطلبت مشاهدة قنوات الافلام عندما يكون شقيقها الاكبر في صالة التلفزيون . وتشير الى ان شقيقها وعلى رغم خلوه من ملامح التشدد الديني الا انه سبق ووبخها بدعوى احتمال وجود مشاهد اباحية في الافلام المعروضة.
وفي حين لايزال الفصل بين الذكور والاناث يسري في اوساط المجتمع اليمني وهو يأتي في الغالب على حساب الانثى الا ان ثمة أسر تولي عظيم اهمية للانثى وبخاصة في بعض المناطق الريفية حيث الحاجة شديدة للمرأة لتقوم بكثير من أعمال الحقل. وقالت سامية ان البنات يشكلن مصدر فرح لبعض الاباء نظرا لحجم الثروة التي ستتاتى من وراء تزويجهن.
والاشقاء الذكور ليسوا مصدر ازعاج لشقيقاتهم فقط بل ولبعض اشقائهم الاصغر منهم. وقال مراد 16سنة انه يتمنى لو كان اشقاء ه الاكبر منه بناتا فهن حسب تعبيره اكثر لطفا من العيال . مشيرا الى انه لطالما تعرض عندما كان صغيرا للزجر والضرب من شقيقه الاكبر لسبب تافه او بدون سبب احيانا. في حين لم يحدث ان لقي مثل هذا التصرف من اخواته البنات.
وقليلة هي الاسر التي ترسخ في تربيتها لابنائها مبدأ المساواة بين الجنسين .فيما لاتزال الغالبية تعمل بتقاليد قديمة ومثالها ان المرأة ناقصة عقل ولايؤمن لها امر . ويحفل التراث الشعبي اليمني بكثير من الامثلة التي تناوئ المرأة ومنها مابش مرة تشخ من طاقة ومعناها ان المرأة لاتستطيع أن تبول من خلال النافذة. وهو قول يشي بتمجيد لكل ماهو قضيبي.
صنعاء-علي سالم
في الاحاديث التي عادة ماتجري بينه وبين أصدقاءه ، يتبدى اكرم (29سنة) شخصية منفتحة وعصرية في افكارها خصوصا لجهةحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.بيد أن ثمة زلات لسان يقع فيها اكرم أحيانا ويلاحظها اصدقاءه.ومن ذلك تبرير بقاءه خارج المنزل الى وقت متاخر بالقول انه لايطيق المكوث بين"النسوان".
يبدو اكرم وهو الذكرالوحيد في عائلة مكونة من أب متوفى وأم وست بنات اربع منهن غير متزوجات،نموذج لحال بعض المثقفين ممن يجاهرون عادة بمناصرتهم للمرأة الا انهم قلما تمثلوا ذلك في سلوكهم بشكل تام.
ولئن قطع اليمن شوطا لابأس به في مجال تعليم الفتاة وخروجها للعمل الا ان ذلك لم يؤد الى احداث تغيير جوهري في النظرة العامة للأنثى قياسا بالذكر.ولعل في تفضيل بعض اليمنيين ان تعمل المرأة في مجالات معينة مثل التعليم والطب مايشي باستمرارية ترابط الاداوار مابين المجال العام والاسرة.
وقالت سلمى(22سنة) انها باتت تشعر بالقرف للطريقة التي يتعامل بها اخوانها معها . وتوضح ان اشقائها غالبا مايطلبون منها القيام ببعض الواجبات مثل جلب العصائر او اعداد القهوة .مشيرة الى ان مثل هذه المطالب صارت تضجرها وتشعرها وكانها "شغالة" وليست شقيقة لهم.وتضيف انها تحنق لأن بعض هذه المطالب مقدور عليه ولايعيب ان يؤديه الولد من قبيل جلب الريموت أو اسدال ستارة النافذة.
ويرقى البيت اليمني أن يكون مسرحا رئيسا لصوغ الأدوارالمناطة بكل من الذكور والاناث وعليه تنبني نظرة الابناء والبنات لبعضهما وهي نظرة من الواضح انها تتغذى تبعا للجنس. والراجح ان نفور اكرم من المنزل لايرجع الى افتقاده السلطة.على العكس من ذلك تبدو السلطة التي يحوزها بصفته الذكر الوحيد ورب الاسرة وراء شعوره بوطأة القعدة في المنزل. وهو شعور يرتكز اصلا على ثقافة اجتماعية سائدة تعيب مجالسة النسوان وتقيس قيمة السلطة بطبيعة المجال الذي تمارس فيه. وهي تغدو في حالة اكرم سلطة منقوصة طالما مورست على جنس النساء المعروف عنهن الضعف تبعا للثقافة السائدة .والتي على ضوءها عادة مايتم قرن الانثى بالعار.ويرى بعض اصدقاء اكرم أن شعوره بالضيق ربما نتج عن وجود شقيقات له لم يتزوجن بعد.
وبدا أن الشعور بالسعادة او الكرب مفهوم زئبقي يتغير تبعا للاسرة وطبيعة الثقافة والطبقة الاجتماعية وعلى ضوءه تتحدد العلاقة بين الذكوروالاناث. فلئن كانت البنات يشكلن مصدر ضيق لاكرم . فأن الاشقاء الذكور في حالة سلمى
يكادوا يكونوا مصدر تعاستها وبعضهم مازال في طور المراهقة واصغرها في العمر. وعادة ماتكون مرحلة المراهقة مناسبة ليستعرض الولد سلطته الذكورية التي تعطيها التقاليد الاجتماعية. وفي حال غياب الاب كما في حال حضوره يعد الولد "حامي حمى الاسرة" بعد الاب وعينه التي تراقب سلوك اخواته البنات وربما أمه ايضا. وثمة فتيات لايجدن حريتهن الكاملة في التصرف بسبب وجود اشقائهن في المنزل. وقالت سامية(26سنة) انها قلما شاهدت اوطلبت مشاهدة قنوات الافلام عندما يكون شقيقها الاكبر في صالة التلفزيون . وتشير الى ان شقيقها وعلى رغم خلوه من ملامح التشدد الديني الا انه سبق ووبخها بدعوى احتمال وجود مشاهد اباحية في الافلام المعروضة.
وفي حين لايزال الفصل بين الذكور والاناث يسري في اوساط المجتمع اليمني وهو يأتي في الغالب على حساب الانثى الا ان ثمة أسر تولي عظيم اهمية للانثى وبخاصة في بعض المناطق الريفية حيث الحاجة شديدة للمرأة لتقوم بكثير من أعمال الحقل. وقالت سامية ان البنات يشكلن مصدر فرح لبعض الاباء نظرا لحجم الثروة التي ستتاتى من وراء تزويجهن.
والاشقاء الذكور ليسوا مصدر ازعاج لشقيقاتهم فقط بل ولبعض اشقائهم الاصغر منهم. وقال مراد 16سنة انه يتمنى لو كان اشقاء ه الاكبر منه بناتا فهن حسب تعبيره اكثر لطفا من العيال . مشيرا الى انه لطالما تعرض عندما كان صغيرا للزجر والضرب من شقيقه الاكبر لسبب تافه او بدون سبب احيانا. في حين لم يحدث ان لقي مثل هذا التصرف من اخواته البنات.
وقليلة هي الاسر التي ترسخ في تربيتها لابنائها مبدأ المساواة بين الجنسين .فيما لاتزال الغالبية تعمل بتقاليد قديمة ومثالها ان المرأة ناقصة عقل ولايؤمن لها امر . ويحفل التراث الشعبي اليمني بكثير من الامثلة التي تناوئ المرأة ومنها مابش مرة تشخ من طاقة ومعناها ان المرأة لاتستطيع أن تبول من خلال النافذة. وهو قول يشي بتمجيد لكل ماهو قضيبي.
تعليقات